بين التوابع والزوابع: تأثيرات تسمم الحمل
نبدأ برسالة مطمئنة للنساء الحوامل, فإن هذا المرض نادراً جداً. لكن انعكاساته خطيرة, تحتم على النساء توخي الحذر منه خلال فترة الحمل وما بعدها.

يعتبر تسمم الحمل، أحد الأمراض الصعبة التي تعاني منها المرأة في فترة الحمل. صحيح أنه ليس مرضاً شائعاً، ولكن يمكنه في بعض الحالات القصوى، أن يسبب وقف الحمل قبل نهاية فترته، ويشكل خطر الموت على حياة الأم والجنين.
تسمم الحمل: ليس شائعاً لكنه خطير
أحد الأسباب المهمة لمعرفة مرض تسمم الحمل لا تكمن فقط في حقيقة أن تسمّم الحمل يمكن أن يؤدي ليس فقط لفقدان الجنين وموت الأم. وإنما، أيضاً، لأنه حتى في حالة تمكنت الأم من تجاوز الحمل بأمان، فلا يزال هناك احتمال حدوث التسمّم بعد الولادة. في الحالات التي يواجه فيها الأم والجنين خطراً يهدد حياتهما، يميل الأطباء إلى تسريع عملية الولادة إلاّ إذا كان تسريع الولادة سيعرّض الأم للخطر. عندها يختار الاطباء إنقاذها وفقدان الجنين.
تسمم الحمل, تاثيراته تستمر ما بعد الولادة
تظهر أبحاث عديدة أن النساء اللاتي عانين من حالة تسمّم الحمل بعد الولادة، وبقيت لديهن تأثيرات طويلة الأمد للمرض، فإنهن يدخلن لمجموعات خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. بالإضافة إلى ذلك، فإن متوسط العمر المتوقّع لامرأة أصيبت بتسمّم الحمل بعد الولادة أو قبلها، يكون أقصر من متوسط العمر لدى امرأة لم تصب بتسمّم الحمل. وقد أظهرت الأبحاث التي أجريت مؤخراً, أن النساء اللواتي عانين من تسمم الحمل قبل الولادة أو بعدها، تواجهن خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، ضعفي النساء اللواتي لم تصبن بتسمم الحمل.
النساء اللاتي عانين من مرض تسمّم الحمل بعد الولادة أو قبلها، تعاني بعد الحمل من تأثيرات ضغط الدم المرتفع، الكولسترول والسكري في الدم. كما أنه يتطور لديهنّ تخثر الدم بشكل أكبر. وحسب التقديرات فإن تسمّم الحمل لا يسبّب أمراض القلب وإنما يجعل المرأة تواجه بشكل أكبر خطر الإصابة بتسمّم الحمل.
لا تكون الأم التي أصيبت بتسمّم الحمل هي الوحيدة التي تعاني من تأثيره بعد الحمل، وإنما يترك تسمم الحمل تأثيره على طفلها، أيضاً. فالمولود الذي يتم تسريع ولادته بسبب تسمّم الحمل يكون معرضاً لخطر البدانة، أمراض قلب، أمراض الدم والسكري.
كيف تكتشفين التسمم مبكراً؟
من أجل اكتشاف تسمّم الحمل خلال وقت مبكر، لكي يتسنّى لك مواجهته، لا يكفي الانتباه، فقط، إلى أعراضه، والتي تشمل الوذمات غير الطبيعية، ضغط الدم المرتفع، أو تشوّش الرؤية. وإنما يجب إجراء الفحوصات التي تمكّن من قياس مستوى البروتين بالدم خلال الثلث الأول من الحمل.
وفي حال تبين أن مستوى البروتين أقل من الطبيعي فهذا يدل على تطوّر تسمم الحمل. ويتم اكتشاف أكثر من 80% من الحالات بواسطة فحوصات الدم هذه. كما يجب تعقّب تطوّر الجنين. وفي الحالات التي يلاحظ فيها تخلّف تطوّر الجنين نسبةً لأسبوع الحمل، فإن ذلك يثير الاشتباه بحدوث تسمّم الحمل.
من النساء الأكثر عرضة لمرض تسمم الحمل؟
إن رفع مستوى الوعي لدى النساء حول مرض تسمّم الحمل بعد الولادة أو خلال الحمل ذاته، يجب أن يكون في الأساس لدى النساء اللاتي يتواجدن في مجموعات خطر الإصابة بمرض تسمم الحمل. والمقصود هنا النساء اللاتي تعاني من مرض السكري، والنساء اللاتي تربطهن قرابة من الدرجة الأولى بنساء عانين من تسمّم الحمل، النساء اللواتي أزواجهن أصيبت أمهاتهم بتسمّم الحمل، والنساء اللواتي تتواجدن في بداية جيل الخصوبة أو في نهايته، والنساء اللاتي تعاني من أمراض الدم والكلى.
هؤلاء النسوة يجب عليهن إجراء الفحص والمحافظة على أنفسهن كي يتمكّن من تشخيص تسمّم الحمل في الوقت اللازم والتعامل معه عاجلاً. وذلك كي لا يؤثر تسمّم الحمل عليهن، لا أثناء الحمل ولا بعده.
ونحن نتمنى لك حملاً سليماً معافا لك ولجنينك.
تحدثي مع طبيب نسائية بخصوصية تامة في عيادة ويب طب الالكترونية

تحدثي مع طبيب نسائية بخصوصية تامة في عيادة ويب طب الالكترونية